Monday, December 12, 2011

مــــرّ عام..


مر عام على ثورتنا ولازلنا منهكين ومنتهكين
لازلنا ذلولين.. لازالت نسمات الحرية تداعب وجنتنا و تختفي ولا تلبث إلا لحظات لتذكرنا بوجودها
مر عام ولم يتغير حالنا.. حل ضبعٌ محل كلب.. مر عام ولازالت الناس تلهث خلف حقوقها.. دون أن تحصل عليها
مَر عامٌ و عامٌ مُر.. لم نستطع فيه ان نتحرر من قيود الفقر و الجهل والحاجه
مر عام طاردنا فيه بعضنا بالسباب.. تناطحنا بالأيديولوجيات.. مر عام انشغلنا فيه بتحقير الاخرين..و نسينا انا جميعا لازلنا داخل سجننا
مر عام ولازلنا خائفين.. نتحسس رقابنا قبل أن ننطق بالحق.. نتحسس قلوبنا قبل نشعر بالحب.. نتحسس عقولنا حتى لا نحاول التفكير
مر عام ولم نثأر لكنيسه القديسين.. ولم نثأر لخالد سعيد ولم نثأر لمينا دانيال ولم نثأر لسيد بلال.. بل لاحقناهم الى قبورهم لنزاحمهم أكفانهم
مر عام ولم نرى عمرو البحيري و لا نعلم شيئا عن سامبو ولا نستطيع الوصول الى مايكل نبيل.. ونلهث خلف إبتسامة لعلاء عبد الفتاح خلف القضبان
مر عام ولازال مصطفى الصاوي هادئا، ولا زالت سالي زهران باسمه، ولازال عمرو غريب شامخا، ولازال الجميع منتظرون في ذل العالم الاخر، ليحتفلوا بحريتنا
مر عام لم تتقدم فيه الاحصائيات ولم تستطع عجلة إنتاجنا إلا أن تزيد من اعداد الأمهات الثكالى.. و الأطفال اليتامى.. لم تزد فيه الا اعداد الفقراء و جثث الشهداء..لازالت رائحه الدماء على الطرق نفاذه
مر عام ولازال القليل مرابطون.. لازال القليل حالمون.. لازال القليل ثائرون.. بينما عاد الباقون الى أسرّتهم ليستمتعوا بدفء الخزي و الفقر و العبوديه، و ليستمتع أخرون بممارسات ديموقراطيه داخل قفص من حديد، من صنع السجان
مر عام انتزعت فيه احلام البشر، و أقتلعت من القلوب بسمات الوطن، و أخذ النور من العيون، فلم يبقى لدينا سوى ذكريات، لنعيش عليها مستقبلنا.

Tuesday, September 20, 2011

يلا بينا نروح النيزك


بدأت مبكراً في تحضير سيناريو ما بعد إرتطام النيزك "إلينين" بالأرض يوم 26 سبتمبر، فأشتريت بعض العوامات و العديد العديد من علب التونة وفرشاة اسنان جديده وبطارية لاب توب إحتياطيه و شحنتها وبطاريتيّ موبايل إضافيتين ومصحف ومخدة بتتنفخ و خلدت إلى النوم في إنتظار أي جديد من وكالة ناسا.
و بينما كنت نائما، هاجمتني فكرة مخيفة، "كيف سأعود لوطني؟" خصوصا وأني في أقصى شرق المملكه العربية السعوديه و تستغرق الرحله بالسيارة للوصول الى ساحل البحر الأحمر حوالي 12 ساعه مستقلا السيارة على سرعة 160 كم/ساعه، فكيف لي أن أصل دون استخدام طائرة او سيارة؟ إذن فسأحتاج الى حمار..
و أخص بالذكر الحمار لأني لن أستطيع شراء حصان لسببين: الأول هو ارتفاع سعره، والثاني هو أنه لن يستطع أن يتخطى المرتفعات الجبليه مثل الحمار.

و قررت ان أبدأ الرحله من ساحل الخليج العربي يوم 27 سبتمبر بأتجاه مكه "عشان أحج قبل ما أموت" و ستستغرق المسافه بالحمار حوالي شهر و نصف الشهر بالإستراحات و المية و البرسيم والذي منه. في الرياض سأواجه بعض المتاعب من قبل الهنود الذين بدأوا في بناء قبائل هنديه في الصحراء و الأستيلاء على قوافل المهاجرين و لكنهم يواجَهون بالعديد من الملاحقات من قِبل قوات الدفاع المدني والتي بدأت في إستخدام السيوف لعدم وجود مخزون كافي من الأسلحه النارية.
أصيب حمار بطلق ناري و إضطررت للمكوث بعض الوقت حتى أعالج قدمه المصابه، و من ثم بدأت من جديد رحلتي وسط الصحراء و شعابها و أوديتها بأتجاه مكه أتحرك صباحا و أنام ليلا..

من أغرب ما شاهدت في طريقي هو وادي الكوكاكولا، حيث أن كل منتجات المياه الغازية قد إنفجرت نتيجة الأهتزازات الأرضية العنيفه و المتتاليه حتى تكوّن منها وادِ كبير تتحرك فيه سوائل المياه الغازية منتجةً فورانات هائلة و رغوة كبيرة من الصودا.

وصلت مكة بعد حوالي الشهرين "أربعة أهله قمرية" خارت فيها قواي من كثرة الكرّ و الفرّ و الهروب و السفر و الأغماءات الناتجه عن حرارة الصحراء، فتلقفني بعض سكان أهل مكه للراحة والمبيت والطعام و قمت بمقايضه بطارية الموبايل ببرسيم للحمار.
و توقفت في مكه لفترة شهر حتى أستطيع أن أؤدي فرائض الحج و أتزود بما أستطع حمله من ماء زمزم ليعينني على نقص الغذاء و الماء في طريقي الى ساحل البحر المتوسط و التي من المفترض أن تستغرق بضع أيام

إستمرت رحلتي الى الساحل ساعات محدوده فقط، بعد أكتشافي أن مكه أصبحت على ساحل البحر بعد غرق المنطقة الشرقيه للمملكه العربية السعوديه بفعل ما نتج عن إصطدام النيزك بالارض و التغيرات المناخيه الناتجه عن ذلك.

هناك .. وجدت الاف المصريين المحاولين عبور البحر للوصول الى وطنهم ولكن دون جدوى، لا توجد أي سفن باستطاعتها الابحار لعدم وجود الوقود لتشغيل محركاتها، فقرر المصريون بعزيمة الأبطال بناء عبّارة جديده بسواعدهم، و بدأنا في بناء أكبر سفينه على الاطلاق لتستطع حمل كل تلك الحشود على دفعتين على الأكثر.
إستمر العمل في بناء السفينه لمدة شهر من العمل الجاد ليل نهار ظهرت فيها بعد الأغاني الحماسيه لتزيدنا إصراراً و قوةً مثل أغنية: "إزاي ترضيلي حبيبتي .. يرتطم النيزك وانتي"، و "والله زمان يا كواكب"، و "شدي القلوع.. يا مجرة".
ثم بدأنا الإبحار على متن سفينتنا التي أسميناها "إلينين..طال عمرك .. وان" والتي سيستغرف الابحار فيها من اسبوعين الى تلاتة اسابيع.

وبعد الأبحار بحوالي الاسبوع إستوقفنا بعض القراصنه الصوماليين و الذين حاولنا جاهدين أن نقنعهم ان نيزكا قد أرتطم بالأرض و أن كرتنا الأرضية مهدده بالفقر و الجوع، ولكن كان ردهم مفحماً لنا حيث أكدوا لنا أنهم يعيشون في فقر مدقع و جوع منذ سنوات عدة دون أن يساعدهم شخص واحد، لذلك هم لا يحسون بفارق بين إرتطام النيزك أو عدمه.

بعد استيلاء القراصنه على كل ما نمتلك من لابتوبات و موبايلات و نقود ورقيه و مصوغات.. تركونا و شأننا و رحلوا و هم سعداء بالغنيمة التي لا يعلمون انها اصبح ليست ذات قيمة في عصر ما بعد الأرتطام، فحمدنا الله على ذلك و استكملنا رحلتنا الى وطننا منهكين تعبين، و أصبح حماري هزيلا لعدم وجود ما استطيع ان اسد به جوعه على متن السفينه.

وصلنا الى ساحل وطننا، نعم .. اني ارى اليابسه هناك و أرى العديد من الناس يقفون، مهللين لنا بأشارات و قفزات، و اقتربت السفينه أكثر و أكثر، حتى رست على الشاطئ، ليبدأ المستقبلين في الصياح فينا و نهرنا و أمرنا ان نخرج كل ما في جعبتنا مما غلى ثمنه، و أي أطعمه لأحساسهم بالجوع الشديد.
بدأت اتبين عندها ان الفقر قد حاصر الناس في وطني و بدأوا في مقاتله كل من يمتلك ما يمكن به سد الأفواه من طعام و شراب، حتى انهم ذبحوا حماري و بدأوا في أكله.
علمت اني في مدينه تسمى قوصير تقع بين مرسى علم و سفاجا، و أخبرتني احدى السيدات اني اذا استطعت عبور جبال الصحراء الشرقية فسأصل مباشرة الى مدينة الأقصر، و علمت ان بعض القوافل ستتجه على الجـٍمال الى هناك فطلبت منهم ان يوصلوني معهم الى هناك مقبل خدمتهم و حمل المتاع.

و بالفعل وصلنا مدينة الأقصر بعد حوالي عشر أيام حيث عوملت معاملة كريمة و حصلت على اشهى الطعام و الشراب و الملبس بعد أن قصصت على أهلها قصتي، و أعطاني احد الشيوخ المسنين بغلته لتساعدني ف الوصول الى القاهره، و حذرني من مفاجأة غير سارة عند وصولي القاهره لكنه لم يود الإفصاح عنها.
بدأت رحلتي على ضفاف النيل ممتطيا بغلتي و معي بعض البرسيم و قصب السكر و بعض الذهب الذي ساعدني به أهل الأقصر، و في طريقي كنت سعيدا لرؤيتي الزراعات التي بدأت في الأزدياد للاعتماد على مياه النيل في الحصول على الطعام الكافي للحياه ،لكني كنت حزينا لرؤيتي تلك القتالات الداميه للأختلاف على توزيع مياهه بين المزارع، كما هالني أيضا منظر نهر النيل و قد خسر الكثير و الكثير من ارتفاعه لكنه مازال جاريا عذبا .. لعدم وجود مصانع تصرف مخلفاتها به، فكنت دائما ما انزل الى مجراه لأشرب بيدي منه و اسقي بغلتي.

خلال رحلتي سمعت العديد و العديد من القصص والروايات حول اختفاء الدلتا، و ان المنوفيه اصبحت مدينه ساحليه يتمتع اهلها بالغنى الفاحش نتيجه لما استطاعوا ان يخزنوه طوال فترة بخلهم لكني لم أصدقهم لعدم تأكدي من واقعة البخل، كما سمعت عن أعلان نادي الزمالك الأندماج في نادي الأهلي بعد تأكد قيادات النادي من سوء طالع النادي بعد قيام الثورات و ارتطام النيزك عقب التعاقد مع حسن شحاته و العديد من القصص الغريبة و العجيبة، كان أهمها هي مد الفترة الأنتقاليه لحكومة عصام شرف للظروف الحاليه، و رفض المشير الشهاده في محاكمة مبارك للمرة المائة و الخمسين بدعوى انشغاله بالحالة المناخية للبلاد.

وصلت للقاهره بعد رحله طويله على ضفاف النيل لأجد الأدخنة تتصاعد من قلبها و الرماد يحف مداخلها، تتزايد من بعيد اصوات طلقات الأعيرة النارية وصراخ النساء لأصاب بهلع حقيقي خوفا من ما قد أجده بعد دخولها.
دخلت القاهره و أنا أرتعد من ما أرى من معارك و كرّ و فرّ بين أهلها حتى أحس بتلك الرصاصة الغادرة تخترق قلبي، فأبدأ في التشهد وانا ارى العديد من الناس يفتشوني بحثاً عما يمكن أن يسد جوعهم و أرى أخرون يذبحون البغله و يبدأون في القتال أثناء التهامها، و تبدأ عيناي في التثاقل حتى تفيض روحي عنان السماء باكية على منظر المدينة العريقة التي توحش اهلها، حتى افيق على صوت أحدهم يناديني
عمرو.. عمرو.. أصحى.. انت جايب عوامات جديده ليه؟

Tuesday, July 19, 2011

سيريالية ميدان التحرير


 قد نرى و قد لا نرى ما في السيرياليه من جمال، ولكننا لن نستطيع أن ننفى عن السيرياليه صفتها الفنيه، فهي إن شئنا أو أبينا نوع من أنواع الفنون التي قد تصل قيمتها لدي البعض الى ملايين الجنيهات، وقد يراها البعض الأخر فن تفاهه و خطوط فنيه عشوائية، ولكننا سنتفق على أنها فــن.. وكل فوله بقى و ليها كيال.

وجدت نفسي في أحد أيام الأسبوع الماضي مشاركاً في لوحه سيرياليه غريبة في ميدان التحرير تتناغم فيها خطوط الأسلحة البيضاء لبعض البلطجيه مع دروع من ألواح خشبيه لرجال اللجان الشعبيه على مدخل طلعت حرب، يعلوهم أحد الشباب فوق إحدى المنصات يهتف مهددا اياهم بمحكمة ستنصب لهم في الميدان و مطالبا برأس المخلوع، في حين يدخل البعض الاخر الى الميدان بعد أن يتم تفتيشه جيدا غير مهتم بما يحدث، و يعلو صوت الدي جي ف الخلف بأغنية.. يا حبيبتي يا مصر يا مصر.. كخلفيه موسيقيه لكل تلك الخطوط السيرياليه..
بدأت افقد توازني العقلي و مش فاهم أي حاجه.. انا مش عارفني .. انا مش أنا.
و بعد لحظات من هدوء الموقف .. صعدت إحدى العمارات لألقي نظرة على ميدان التحرير لأجد خيام، مظله، تأمين، متظاهرين، هتافات، باعة جائلين، أطفال.. أعلام مصر، رسومات عملاقة على الأرض و جرافيتي على الحوائط، معتصمين يغطون في سبات عميق من التعب و الإجهاد.
توقفت لحظات لأسأل نفسي.. هو ده حلو ولا وحش؟
وبدأت في العوده لبعض الصور الذهنيه في عقلي لدماء، جمال و خيول، سيارات متفحمه، قناصه، مصابين، كر وفر.. جثث و مصابين يمينا و يسارا، خوذات سوداء، أدخنه، نيرات ومولوتوف.. لأجد أني اؤكد لنفسي فكرة أن شكل الميدان حلو جدا دلوقتي، ولكنه يحتاج الى بعض المنطق في التحليل.

فلن تستطع ان تتفهم سبب إن شكل الناس في الميدان بقى مريب، الا إذا افترشت الرصيف و نمت كأحد أطفال الشوارع لمده ثلاث أو أربعة أيام، لن تستطع ان تتفهم ان بعض الناس لابسين فانلات و مش نضيفه الا اذا أحسست تلك الحرارة التي يطلقها اسفلت الميدان ليلا مصحوبة برطوبه سافله.
لن تستطع ان تحس ما في سيريالية ميدان التحرير من فن.. الا اذا راجعت ما في جعبتك من مطالب لتجد أن اياً منها لم يتم تنفيذه.. و أن ما يتم هو الألتفاف حولها.

قد نختلف على شكل ميدان التحرير الان.. ولكننا لن نختلف على ان من بالميدان يبنون المجد لنا و لوطننا، يحاولون قدر إستطاعتهم أن يبدأوا البناء الان، حتى يجنوا ثمرته قريبا ليستمتعوا به.. و حتى لا يصلوا الى تلك اللحظه التي لن يجدوا فيها ما يقال سوى "لقد هرمنا".
لن تستطع ان ترى ما في ميدان التحرير من قوة و جمال دون تتوغل به لتحضر تلك الندوات اللي تناقش أليات التغيير و المشاريع التنمويه و حتى تلك الندوات التي تعمل على الحديث عن الأحلام و الأماني بصوت عال.
لن تستطع ان ترى ما في ميدان التحرير من جمال الا اذا نظرت الى عين أحد اطقال الشوارع سعيداً بتقاسمك رصيف الشارع نائما  معه لتحس نفس إحساسه الناتج عن تجني المجتمع عليه و ظلمه له.
لن تستطع أن ترى ما في اللوجه الميدانيه من جمال إلا اذا اكتشفت ان الكثيرين به قد قاربت نقودهم على النفاذ فيتقاسمون ما لديهم من طعام و شراب.
لن تستطع ان تدافع عن ميدان التحرير ضد المندسين و البلطجيه و فلول النظام البائد و المجلس العسكري و منصور العيسوي و كل تلك القوى، الا اذا كنت مؤمنا فعلاً بقضيه لن تحيد عنها و لن تتخلى عنها الا شهيدا في سبيلها.

قد تكون الخطوط الفنية في الميدان عشوائية لكنها فعلا فنيه.. ولن تستطع ان تتفهم ما بتلك اللوحه السيرياليه من فن الا اذا شاركت في رسم احد الخطوط بها.

شارك الأن لتفهم.. أو أصمت للأبد

Sunday, July 3, 2011

إعتذار واجب


أبنائي الأعزاء..

أكتب إليكم النهارده بعد 5 شهور من الثورة، و بصراحه مكسوف منكم أوي، ومش عارف أودي وشي منكم فين.
لما قامت الثورة كنت فرحان جدا إني ببنيلكم مستقبلكم بأيدي، بس دلوقتي أنا مش عارف مستقبلكم شكله إيه و مش عايز أعرف.
لما قامت الثورة قلت الحمدلله .. دلوقتي أقدر أرجع فلوسكم اللي سرقوها مني، دلوقتي أعرف أحطلكم قواعد تعيشوا بيها، لا ظابط يقل أدبه عليكم، ولا حاكم ييجي غصب عنكم، ولا تتكسفوا تقولوا رأيكم، ولا تخافوا تدخلوا الجامع تحضروا درس، و ما تدفعوش رشوه، ولا تشوفوا فساد.

بس بعد 5 شهور لقيت حاجه غريبة جدا، فلوسكم مش هترجع لأن اللي سرقها ما إتحاكمش، و الظباط بيقلوا أدبهم علينا و بيشتمونا و يضربونا، و بنتكسف نقول رأينا لا يقولوا علينا بلطجيه و يحاكمونا عسكريا، و بنخاف ندخل نسمع درس ف الجامع، مش بسبب أمن الدولة انما بسبب أمن الدين، و بندفع رشاوي أكتر، و الفساد زي ما يكون مريض حصلتله انتكاسة فساد، و رجع الفساد أشرس.

دلوقتي انا مش عارف أتخيل مستقبلكم شكله إيه، دلوقتي أنا مش عارف الثورة كان سببها أيه، دلوقتي أنا مش عارف إن كان في ثورة أصلا، دلوقتي أنا شايف الناس بتكفـر بالثورة، دلوقتي انا شايف أمهات الشهداء بيهينوهم.
و عشان كده أنا كان لازم اتأسفلكم..

لأن أهون عليا مليون مرة إنكم تقولوا إن أبونا كان سلبي.. و ما تقولوش أبونا كان حمار.

Saturday, February 26, 2011

ايها النائب العام.. مساء الخير


السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
السيد العزيز/ النائب العام
مساء الخير..

وددت أن ألفت نظر سعادتك، الى أن الشعب المصري بكافة طوائفه و إتجاهاته يعمل على قدم و ساق من أجل أن يمحي كافة أثار كل من كان لهم سابق علاقة بالنظام المصري القديم والذي ترأسه الرئيس المخلوع .. .
و بالتالي قأنهم حتى الان يقومون بكافة الوسائل المتاحه و الغير متاحه من أجل ملاحقة كافه الناس الذين أتى بهم ذلك النظام.. إلا أنت

اتمنى من الله ان تكون قد سألت نفسك في لحظه تجلي و مصالحه مع النفس، لماذا لا يعمل الشعب المصري على الأطاحه بي في زمرة من أطاحوا بهم من بقايا العصر الزائل خصوصا و أنه تم تعيينك من قبل الرئيس المخلوع شخصياً.
و إذا كنت قد سألت نفسك ذلك السؤال، فأحب أن أجيبك بجملة واحده، أننا نحسبك على خير.

ايها المستشار عبدالمجيد محمود، لقد كان لك العديد من المواقف المخزية في العديد من القضايا اللتي اهتم بها الرأي العام المصري  و اهمها قضيه الشهيد خالد سعيد وقضية الوزير محمد إبراهيم سليمان و التي لم تحرك لهما ساكنا، ولكننا للأسف لازلنا نحسبك على خير.
اتعلم لماذا؟
لأن إسمك قد إرتبط بأسم القضاء المصري العظيم، الذي لا يقل احترامنا له عن احترامنا للقوات المسلحه واللذان إن كان فساد قد مسهما، فأننا اعلم منكم بأنها نسبه فساد طفيفه قد يصاب بها البتاجون الامريكي نفسه، او اقل.

ايها المستشار المحترم، لقد علمنا من وسائل الاعلام ان المستشار جودت الملط قد تلقى تهديدات بالقتل ممن كان لهم باعاً كبيراً في نشر الفساد في مصر، لمجرد أنه يمتلك المستندات المدينه لهم، ولكنه لا يملك الأحكام القضائية.
وبالتالي فأنا متأكد من محاولاتهم الوصول اليك و تهديدك أو إغرائك.

ايها المستشار المحترم، إنك الوحيد في جمهورية مصر العربية الان من يمتلك الفرصه الذهبية ليصبح بطلاً شعبياً بتأييد نطاق واسع من المصريين، الذين نسوا تأخرك في طلب التحفظ على أموال عائلة الرئيس المخلوع و زوجته، و نسوا تهديد حبيب العادلي بأفشاء جميع الاسرار اذا تم تحويله للمحاكمه.. وحتى الان لم يتم تحويله.

ولكننا لم و لن ننسى أيضا أنك فرد من افراد العائلة القضاية المحترمة، التي لم و لن تتوانى في استرداد حقوق المصريين.
فهل تستغل الفرصه و تصبح بطلنا جميعا؟
أم تعيد لنا الاحباط و الذي اصبح بفعل الثورة.. دافعا قويا لأحراق محبطينا؟

Monday, February 7, 2011

ملحوظات مهمه


ملحوظات صغيرة:
اولا: النظام اعد خطاب عاطفي بواسطه خبراء نفسيين يعلمون تماما ان الشعب المصري عاطفي
و ثاني يوم فتحوا الانترنت علشان الناس تقع في بعضها.

ثانيا:النظام بدأ يجرنا لكورنر مش واخدين بالنا منه، الناس تبدأ تنشغل بحوار الناس اللي ف الميدان كويسين ولا مش كويسين
الناس اللي في الميدان عملاء ولا مش عملاء، الناس في الميدان فيهم اجانب مندسين ولا مفيهومش، علشان يصرف الأنظار عن السبب الرئيسي لوجودهم كلهم.

ثالثا: النظام نزل المساجين الشارع علشان الناس تبدأ تخاف على امنها.. و بكده بدال ما يروح الميدان 10 هيروح 5 و الباقي هيفضلوا علشان يحموا البيوت و بالمناسبة (ده شغل مخابرات).

رابعا: النظام بدأ يدس متظاهرين في الميدان يرفعوا يفط كوميدية مع عدم انكاري ان في ناس فعلا كانت عملت الموضوع ده من جواها.
بس بدأ الموضوع يزيد و بدأ النظام يبعت ناس بيفط مكتوبة مسبقا "هتلاقوا يفط كتيرة مكتوبة بنفس الخط" لتصدير فكرة ان الناس اللي ف الميدان دي جاية تهرج مش جاية تعزي وطلع ان الموضوع فيه فعلا اجندات.. بس اجندات حكومية.
(لو سمحتوا توقفوا عن نشرها)

خامسا: بدأ النظام يراهن على فكرة الوقت و زهق المصريين ولذلك لو سمحتوا، اللي يقدر ينزل الصبح لو معندوش شغل ينزل الميدان
واللي معندوش شغل تاني يوم الصبح ينزل يقف مع الناس بالليل في الميدان.

سادسا: غمض عينيك.. و تخيل للحظه انك كنت مكان عماد الكبير في القسم، و تخيل انك كنت عايم على المية بعد ما وقعت من مركب مليانه ناس اتخنقت و حاولت تهرب.
و اتخيل للحظة ان حد من اخواتك خد رصاصة في دماغه و هو ماشي في الشارع يقول: "سلمية سلمية".


Monday, January 17, 2011

يلا بينا نروح الثورة


سعدت كثيرا لتحديد موعد مسبق للثورة المصرية، بيوم 25 يناير، فنحن على عكس التاريخ الثورجي العالمي التاريخي نعرف موعد ثورتنا و نحددها حتى ننذر حكومتنا الذكية و شرطتنا اللطيفه وداخليتنا العفيفه و رئيسنا "أطال الله عمره!" أننا سوف نطيح بهم جميعا يوم كذا، ولكن أعيب على شعبنا عدم تنظيمه و تحديد المكان و الموعد بالتحديد الساعة و الدقيقه.
و لا أخفي أني حاولت جاهدا أن أصل الى مصدر تحديد موعد الثورة التاريخيه، فلماذا لا تكون ثورتنا يوم 1 فبراير مثلا، حتى نبدأ الشهر على نضيف بحكومة جديده و رئيس جديد؟

كما أني حاولت جاهدا أن أصل لأي معلومة عن الفريق رضا محمود حافظ والذي ظهر أسمه على بيان المجلس السياسي للمعارضه الوطنية المصرية "اللي بردو اول مرة اسمع عنها" والذي يتم توزيعه حتى يصبح من حق كل ثورجي أن يعرف من سيقود البلاد عندما تحقق الثورة غرضها يوم 25 يناير بعد الضهر، ولم أجد أي شيء يخص الفريق رضا محمود سوى أنه قائد القوات الجويه.
لكن بكل صراحه اؤكد سعادتي بوجود أسم من القوات المسلحه "حتى إن كان إفتراء، والراجل ما يعرفش حاجه" داخل بيان المجلس اللي ما اسمعش عنه حاجه، وزادت سعادتي  عندما علمت أنه قائد قوات جويه " و أديها كمان حرية" وعسكريه..
و من فرط سعادتي بدأت في الأستعداد مبكرا للثورة، فأشتريت هدوم الثورة و السيجار الكوبي، وبدأت في التربيط مع أصدقائي علشان نشوف هنروح الثورة بعربية مين.
و أحاول جاهدا الأن أن أبحث عن عن مكان بداية الثورة، و عندما بدأت في السؤال و التقصي، أخبرني أحد أصدقائي إن الثورة غالبا هتكون من أول نفق الثورة في مصر الجديده و حتى شارع الثورة في المعادي.

واتفقنا أنا وأصدقائي أن نلتقي بجوار البرنس في إمبابة يوم الثورة الصبح، و نبتاع بعض سندويتشات الكبده و السجق قبل ان نذهب للثورة، علشان ما نجوعش و إحنا بنثور.

وكنت سعيدا جدا بأختيار يوم 25 يناير موعدا للثورة، حيث أنه يوم أجازة وكده نقدر نروح نثور و نقلب نظام الحكم و بعدين نروح الشغل تاني يوم، و نبقى افدنا بلدنا و في نفس الوقت ما اتخصمش مننا يوم في الشغل.
كما أن اختيار يوم 25 يناير يعكس مدى ذكاء المواطن المصري الثورجي من زمان، فقد إختار يوم عيد الشرطه حتى يستطيع أن يثور براحته و يعلم على الداخليه في يومها.

فقط اختلفت انا وأصدقائي على ما سنفعله بعد الثورة بالليل، هل نذهب الى حفلة افتكاسات في ساقية الصاوي أم  نتجمع لنلعب البلاي ستيشن و نتحدث عن بطولة كل واحد فينا يوم الثورة.. ولكن مع إختلافنا، إلا اننا لن نسمح لأحد بأن يجعل من إختلافنا سببا لسرقه فرحتنا بثورتنا العظيمة "اللي هتبقى يوم 25 يناير الصبح".

Sunday, January 16, 2011

فيروسات الثورة


دمعت عيناي و أنا أستمع الى أحد الثائرين التوانسه و هو يصف حالة بلاده لأحد مراسلي التليفزيون، عند بداية إشتداد الثورة التونسيه منذ حوالى 3 اسابيع.
اعترف ان تأثري الشديد لم يكن لحال تونس المزري، ولكن دموعي ذرفت لأن ما ذكره ذلك المواطن التونسي، قد مر عليه في مصرنا حوالي 10 سنوات.

صرخ التونسي في وجه مراسل التليفزيون كي يحاول أن يوصل له مدى فداحة الموقف و إحساسه بالغضب:
"سيدي، لقد أصبحت الوظائف بالواسطه رغم استحقاقها، لا بل أصبح الرجل يدفع اموالا ليحصل على وظيفه"
لأجد أمام عيناي العشرات من أصدقائي الذين أفنوا سنون من عمرهم يحاولون جاهدين الوصول الى وظيفة تدرأ عنهم إحباط ضياع نصف عمرهم في نظام تعليمي فاشل
"سيدي، اصبحت دولتنا دولة اغنياء و فقراء ثم فقراء ثم فقراء"
لم يكد ينهي جملته حتى تذكرت ذلك الرجل ذو القميص ناصع البياض و البنطلون الكحلي المتسخ قليلا ببعض الأتربه ممسكا كيسا بلاستيكيا و يقوم بفرز صندوق القمامه بحثا عن ما يمكن ان يضعه في كيسه، وانا احاول الا اتخيل ما سيقوم به بعد ان يملأه.
"سيدي، كيف لنا ان نعيش في انتظار فرصه للهرب خارج تونس؟؟"
و كأنه يداعب ذلك الشريط السينمائي في ذاكرتي لصور قوارب الهجرة غير الشرعيه الممتلئه عن اخرها بعد القبض عليها وقد غرق نصف من فيها.
كان من الطبيعي ان تذرف عيناي دماً لما أراه من شعوباً تثور لكرامتها، في حين نرضى بالبحث في الوحل عن بعض العملات المعدنيه.
لا أنكر أني حاولت أن أتخيل مصرنا و قد تحررت من طغيان ممتلكيها، حاولت أن أحلم بخروج المصريين دون راية للبرادعي او الأخوان او سكان المهجر، يخرجون فقط للأحمر و الأبيض الأسود، ولكني لم أستطع.
فالتدهور الحادث في مجتمعنا في كل الإتجاهات سيدفعه الى الرفض بكل جوارحه الثورة لكرامته، حيث انه ببساطه نسي معنى الكرامة.
فعندما كان من الطبيعي ان ترى حارسا لأحدى العقارات لا يستطيع القرائه أو الكتابه يجلس لينصت و يطرب لأم كلثوم وهي تنشد "نهج البرده" التي نظمها احمد شوقي باللغة العربية الفصحى، وتنتقل لترى شابا جامعيا وقد اطربته "السيجارة البني"، فكيف لنا ان ننتظر ان تصلنا ثورة احدثها شعب قوي مثقف، لم يتم تفريق دمه بين الفصائل السياسيه، راسخ في عقيدته معنى الكرامة؟

دعونا نستمع الى عقولنا، و نوقن تمام اليقين أننا لسنا تونس، و أن الغرغرينا إذا اجتاحت إصبع اليد سيصبح من السهل القضاء عليها .ببتر اللأصبع
اما إذا رضي بها الجسم ولم يقضي عليها منذ بدايتها لأستشرت في الجسم كله. و عندها يصبح الموت هو التالي.
ونحن، تفشت الغرغرينا في عقولنا و قلوبنا و سائر جسدنا.

فتحركوا من تلقاء انفسكم ولدافع بداخلكم من اجل معجزة، او انتظروا الموت في سلام.
و اتوسل اليكم بربكم وخالقكم، ألا تنتظروا انتقال الثورة كالعدوى عن طريق الهواء.