Monday, December 12, 2011

مــــرّ عام..


مر عام على ثورتنا ولازلنا منهكين ومنتهكين
لازلنا ذلولين.. لازالت نسمات الحرية تداعب وجنتنا و تختفي ولا تلبث إلا لحظات لتذكرنا بوجودها
مر عام ولم يتغير حالنا.. حل ضبعٌ محل كلب.. مر عام ولازالت الناس تلهث خلف حقوقها.. دون أن تحصل عليها
مَر عامٌ و عامٌ مُر.. لم نستطع فيه ان نتحرر من قيود الفقر و الجهل والحاجه
مر عام طاردنا فيه بعضنا بالسباب.. تناطحنا بالأيديولوجيات.. مر عام انشغلنا فيه بتحقير الاخرين..و نسينا انا جميعا لازلنا داخل سجننا
مر عام ولازلنا خائفين.. نتحسس رقابنا قبل أن ننطق بالحق.. نتحسس قلوبنا قبل نشعر بالحب.. نتحسس عقولنا حتى لا نحاول التفكير
مر عام ولم نثأر لكنيسه القديسين.. ولم نثأر لخالد سعيد ولم نثأر لمينا دانيال ولم نثأر لسيد بلال.. بل لاحقناهم الى قبورهم لنزاحمهم أكفانهم
مر عام ولم نرى عمرو البحيري و لا نعلم شيئا عن سامبو ولا نستطيع الوصول الى مايكل نبيل.. ونلهث خلف إبتسامة لعلاء عبد الفتاح خلف القضبان
مر عام ولازال مصطفى الصاوي هادئا، ولا زالت سالي زهران باسمه، ولازال عمرو غريب شامخا، ولازال الجميع منتظرون في ذل العالم الاخر، ليحتفلوا بحريتنا
مر عام لم تتقدم فيه الاحصائيات ولم تستطع عجلة إنتاجنا إلا أن تزيد من اعداد الأمهات الثكالى.. و الأطفال اليتامى.. لم تزد فيه الا اعداد الفقراء و جثث الشهداء..لازالت رائحه الدماء على الطرق نفاذه
مر عام ولازال القليل مرابطون.. لازال القليل حالمون.. لازال القليل ثائرون.. بينما عاد الباقون الى أسرّتهم ليستمتعوا بدفء الخزي و الفقر و العبوديه، و ليستمتع أخرون بممارسات ديموقراطيه داخل قفص من حديد، من صنع السجان
مر عام انتزعت فيه احلام البشر، و أقتلعت من القلوب بسمات الوطن، و أخذ النور من العيون، فلم يبقى لدينا سوى ذكريات، لنعيش عليها مستقبلنا.