Wednesday, July 21, 2010

ماريـــونــيت



اتفقت عرائس الماريونيت على أن تخرج عن صمتها و أن تثبت لكل الناس أن لها شخصيتها المستقله،
و بالفعل بدأت في وضع خططها لتقوم بتغير تحركاتها على خشبه المسرح أمام الجمهور.
و مع بدايه العرض، بدأ الهرج و المرج يسود أرجاء خشبة المسرح و تتحرك عرائس الماريونيت يميناً و يساراً.
فزاد انبهار الجهور بتحركات العرائس الرائعة على خشبه المسرح، ويزيد تصفيق الجمهور للعرائس المحترفه. والتي تعلمت الكثير من سنوات عملها داخل المسرح.
تخرج احدى الماريونات من بين حشد العرائس على خشبه المسرح لتصيح في الناس و تنصحهم أن يتّبعوا خطواتهم، وأن يثوروا على كل من يقيد تحركاتم فيزداد حماس المتفرجين و صيحاتهم.
تزيد الماريونات في ابهارها للناس بتحركاتها الرائعه و رقصاتها المتقنه، و بث الحماس في الناس ليخرجوا عن صمتهم، ويطالبوا باستقلاليتهم عن كل من يتدخل في تحركاتهم و حياتهم.
و تبدأ مخيلات الناس في عكس موقف العرائس على نفسها، فيحاول ذلك الرجل الانيق ذو البالطو الكحلي في تخيل نفسه ذو كلمة مسموعه في حزبه السياسي مستقلا عن الاوامر التي تملى عليه، ليرضي ضميره وينطق باراء صادقة، فتظهر على وجهه ابتسامه واثقه من النجاح.
و يبدأ ذلك الرجل السمين في تخيل نفسه قادرا على مواجهة زوجته و أوامرها و تصرفاتها في كل ما هو خاص به ، و قدرته على رفع صوته و المطالبه بكامل حقوقه، فيأخذ نفسا عميقا مليئا بالثقه و الحماس.
و بدأت تلك البنت الشابه ذات الملامح الرقيقه في تخيل حياتها دون سطوة الأهل و تعنّتهم في كل ما يخصها من دراسه و عمل و حتى الزواج، لتتخيل نفسها ذات شخصية مستقله تتمتع بكامل ما يتمتع به أخوها الجالس بجانبها في دار العرض، و الذي بدوره تمنى ان يكون محل احدى عرائس الماريونيت التي تستطيع ان تختار عملها و مستقبلها و تحركاتها و تتمتع باستقلاليه كامله عن كل ما يخص حياته من تعب و كلل و مصاريف في كل الاتجاهات،
والتي تجعله بعيدا عن كل الأنشطه الأنسانيه و التي هي كفيله بالتفريق بين العمل بالنسبه للأنسان و العمل بالنسبة للحمار.
و خلال كل تلك الفترة التي أنشغل بها المتفرجون في تخيلاتهم و أحلامهم بالاستقلاليه، انتهى العرض المسرحي، ليخرج المتفرجون ليمارسوا الحياة العاديه لعرائس الماريونيت، و التي اكتشفت بدورها انه امتعت و اقنعت و تألقت في عرضها المسرحي و الذي كان بعنوان " تمرد الماريونات".

No comments:

Post a Comment