Thursday, March 11, 2010

بوسة بطــوط


و أنا صغير، كان عندي عربية بوليس لعبه .. بالزمبلك (الزمبرك باللغه الفصحى)، وكنت بفضل ألف الزمبلك بتاعها مرة والتانيه والتالته و اسيبها.. و أفضل اتفرج عليها بتجري يمين و شمال.. الانوار قويه.. الصوت عالي جدا.. واحده واحده بتبدأ تهدى و الصوت يضعف و يقل جنونها.. و بعدين تقف في سكون.
انا فاكر كويس جدا اني لما كنت بلف الزمبلك مكنتش باخد بالي من اي حاجه ف العربية غير صوتها و جنونها.. بتتحرك يمين و شمال، و بتخبط في كل ارجل الكراسي بجنون غريب، ولما تقف و امسكها تاني ابدأ اخد بالي من حاجات جميله كتير فيها.
ابدأ اخد بالي ان رسمة الابواب جميله جدا، في ناس جوه العربية، السرينه فيها لمبه صغننه اوي، رقم تليفون البوليس مكتوب على الابواب، واجهة العربية، واكتشفت بردو ان المرايات الجانبيه فيها فعلا مرايات و صغننه اوي.

ولما كبرت و بقيت ثورجي.. وعرفت يعني ايه ثورة، و عاصرتها، و تأثرت بكل مراحلها، بدأت افتكر عربية البوليس الصغيره، لما شفت كمية الكلام ..الكلام .. الكلام.. اللي الناس بتتكلمها دلوقتي.
الناس فرحانه انها ما بقتش تخاف تقول رأيها، اينعم الموضوع فوضوي جدا.. بس لازم نعذر بعض، احنا بقالنا 30 سنه بيحصلنا شحن، بقالنا 30 سنه ما بنقولش رأي، أو بنقوله و نتحبس، او بنقوله و ما يتسمع.. احنا بقالنا 30 سنه بيلفوا الزمبلك بتاعنا.

وفجأه.. قامت الثورة

و بدأت الناس تتحرك بجنون زي عربية البوليس.. تتكلم كتير.. اراء كتير و متسارعه.. افكار كتير عايزين ننفذها.. طلبات كتير مكناش بنعرف نطلبها.. بنتحرك يمين بجنون.. و نتحرك شمال بجنون.. و بنخبط في كل ارجل الكراسي.
بدأنا بنفرح بالهجوم على رأي.. و نفرح بنقد رأي.. و نفرح بتلاقي اراء.. و نفرح بترابط افكار.. لأ ، احنا اصلا بدأنا نفهم يعني ايه افكار.
فوضى فوضى فوضى ايديولوجيه.

انما دائما العقل ما بيستحملش الضغط الزياده.. و تدريجيا هيبدأ يهدى و يهدى .. ويبدأ يسمع و يتناقش.
هتبدأ العقول تظهر اجمل ما فيها.. زي عربية البوليس بتاعتي.
هنبدأ قريب نعرف فايدة اللي احنا عملناه و نجني نتايجه الرائعه.. اهمها حرية الرأي.

الناس فعلا بدأت تفرح انها بتقول رأيها.. ودي حاجه رائعه.. هيبدأ يتكلموا يتكلموا .. و بعدين هيتعلموا يسمعوا و بعدين يتكلموا.

لفت نظري واحد من كتر ما هو بقى حاسس بحرية الرأي.. و قادر ينتقد دون خجل
انه ساب الدنيا كلها و بدأ في نقد احد دور النشر  بسبب حاجه غريبا جدا.. انه لقاها بتغير في مجلة ميكي قبل ما تنزلها السوق.. القصص بتاعت وولت ديزني بتتغير و مش بتجيلنا زي ما هي. طب لييييييييييه
ازاي بطوط ياخد بوسه شريفه عفيفه بسبب منعه سرقة شنطه لأحد المادموزيلات الجميلات
و دار النشر تركب الصورتين تاني .. بحيث يظهر بطوط دايخ من البوسه مع ان المادموزيل مش بصاله اساسا
وبدأ يصرخ الراجل .. انا بعترض على تعديل النسخه العربية؟؟ دار النشر خايفين من ايه؟؟ بطوط هيفتنا مثلا؟؟



و بدأ يربط ده بمحاولات الأخوان المسلمين السيطرة على الرأي.. و محاولات السلفيه تضييع حقوق النشر.. و بدأ يكون عنيف في هجومه و رأيه.. و أنا هموت من كتر الضحك
شفتوا كتر لف الزمبلك بيعمل ايه؟؟

بس نحمد ربنا ان الزمبلك ما اتكسرش خلال 30 سنه
و أننا لسه قادرين نتكلم تاني و عندنا عقليات تبنيلنا من الأول و جديد

صدقوني يا جماعه.. الفوضى مسألة وقت.. نتيجه حرمانا من السنتنا
بس بمجرد ما نتأكد من ان كل واحد لسه عنده لسان هيقدر يستخدمه ف أي وقت
هترجع الأمور لطبيعتها.. ونستمتع بنتائج ثورتنا

No comments:

Post a Comment